تاريخ الآفات الزراعية في الدولة العباسية – د. محمد عمر بشينة

تاريخ الآفات الزراعية في الدولة العباسية

( 206-624هـــ /821-1227م)

د. محمد عمر بشينة الجامعة الأسمرية الإسلامية. ليبيا

  مقـــــــدمة

    الحمد لله الذي خلق الإنسان، علمه البيان، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    تتناول هذه الورقة  البحثية تاريخ الآفات التي أضرت بالزراعة في الدولة العباسية وهي تعدّ من أهم العناصر المعتمد عليها في عملية تقوية الجانب الاقتصادي، والذي منه الكثير من المأكولات وخضار وفواكه والصناعة والتجارة خاصة وأن الدولة العباسية تشتهر بأجود أنواع التمر والعديد من الفواكه والغلات الزراعية في ولايات الدولة العباسية، وكذلك المكسرات التي تشتهر بها خراسان وما جاورها، لذا  فقد سجل لنا التاريخ الإسلامي هذه الأضرار في المزروعات، وقد قسَّم الباحث هذه الدراسة إلى محورين أساسيين أولهما: الآفة التي يسببها الجراد والقوارض وجاء هذا المحور بمطلبين: المطلب الأول: آفة الجراد. والمطلب الثاني: آفة القوارض، وجاء المحور الثاني: بآفات الظواهر الطبيعية وتكوَّن من ثلاثة مطالب. الأول: الفيضانات . والثاني: الرياح والزلازل، والثالث: الأمطار والبرد والثلوج.

المحور الأول: آفة الجراد والقوارض

أولاً: الجراد

    ذكرت لنا مصادر التاريخ الإسلامي الجراد وما قام به من إفساد المحاصيل الزراعية حيث ذكر الجريري قصة عنه: ” قيل لأعرابي : أكان لك زَرْعٌ ؟ قال: نعم، ولكن أتانا رِجْلُ([1]) من جراد([2])، تَنَبَّل مناجل الحصاد، فسبحان مُهلك القوى الأكول، بالضَّعف المأكُول ” ([3]). ويستشف الباحث من هذه الرواية أن الجراد في هذا الزرع كان كثيرًا جدًا، فلهذا أتى عليه على بَكرة أبيه، ومن المعروف يُقْصَدُ بالزرع الشعيرُ أو القمح وغيرهما، وعلى أي حال فإنه يضر بعنصر مهم يعتمد عليه الجانب الاقتصادي.

   ويذكر القاضي النعمان قضية أخرى وهي الجراد حيث ذكر: ” واعتزم المعز لدين الله على الخروج عن الحضرة لمطالبة بعض الكور واحتفار أنهار أن يجريها إلى الحضرة، فبعد الجراد أعدّ لذلك وقرب الوقت الذي اعتزم على الخروج فيه جاءت الأخبار بأن الجراد قد أطل على البلد وأشرف عليه، وبوّخ [ أفسد ] في كل موضع نزل فيه. فكان ذلك كسرا من عزمه على الخروج، وقال : متى خرجنا فحللنا ببلد وأعقبهم بعد ذلك حلول هذا الجراد بهم، خشينا أن يتطيَّر بنا منهم من لا خير فيه وأن يجعل من ذلك مقالاً “([4]). والواضح أن الجراد إذا حل بأي بلاد خرّب محاصيلها الزراعية.

     وأيضًا ذكر ابن الأثير في سنة: ( 311هـ/ 923 م ): ” وفيها ظهر جراد كثير بالعراق فأضّر بالغلاَّت والشجر وعظم ” ([5]). يعني هذا أنها أضرت بالغلات والشجر الذي ينتج العديد من أصناف الفاكهة، وابن الأثير لم يفصّل أنواع الأشجار بل اكتفى بقول عامٍ المراد به جميع الأشجار التي تنتج الفواكه، والتي لا تنتج الفواكه، وعلى أي حال فإن الفواكه تعد من أهم أصناف الطعام العباسي، قال الأصمعي: حضرت البادية فإذا أعرابي زرع بُرًّا له، فلما قام على سُوقه وجاد سُنْبُلُهُ أتت عليه رِجْلُ جَرَاد. فجعل الرجُلُ ينظر إليه ولا يدْرِي كيف الحيلة فيه. فَأَنْشَأَ يقول:

مر الجرادُ على زرعي فَقُلتُ له      لا تأكلن ولا تشغل بإفسادِ

فقام مِنهم خَطِيبٌ فوق سُنْبُلَةٍ       أَنا على سفرٍ لا بُدَّ مِنْ زَادِ([6]).   

  ويقول الحنبلي رواية في سنة: ( 331هـ/ 942 م ) مفادها: ” وافى جراد زائد عن الحد، حتى بيع كل خمسين رطلا([7]) بدرهم ([8]) واستعان به الفقراء على الغلاء ” ([9]). أورد الحنبلي قضية أخرى من قضايا الطعام، ألا وهي قضية الجراد، فكما له أضرار له فوائد حيث إنه يستعمل للأكل عند قلة الطعام([10])، وخاصة من الطبقة العامة    والفقيرة، والواضح أن معظم المشكلات التي أثرت في المحاصيل الزراعية كما ذكر ابن الأثير في سنة: ( 342هـ/ 953 م ) الجراد الذي أثر في الغلات: ” في هذه السنة في الحادي والعشرين من شباط([11]) [ فبراير ]، ظهر بسواد العراق جراد كثير أقام أيامًا، وأثَّر في الغلات أثارًا قبيحة، وكذلك ظهر بالأهواز، وديار الموصل، والجزيرة، والشام، وسائر النواحي، ففعل مثل ما فعله بالعراق “ ([12]).

    ويضيف ابن تغري البردي  رواية في سنة: ( 347هـ/ 958 م )، مفادها تزامن ظاهرتين أفسدتا الزراعة ومحاصيلها: ” فيها عادت الزلازل بحلوان وقم والجبال فأتلفت خلقا عظيما وهدمت حصونا، ثم جاء بعد ذلك جراد طبّق الدنيا، فأتى على جميع الغلات والأشجار” ([13]). الواضح من كل هذا أن الجراد أضراره أكثر من نفعه، وذكر ابن الأثير في سنة ( 348هـ/ 960 م ): ” فلما كان في آذار [ مارس ] ظهر جراد عظيم، فأكل ما كان قد نبت من الخضراوات وغيرها فاشتدّ الأمر على

الناس” ([14]). وفي هذه الرواية قضية أخرى لابد للباحث من الوقوف عليها وهي فساد الخضروات، والتي تعدّ من أهم التجارات وهي عنصر أساسي في الأسواق العباسية،و في سنة (406هـ/ 1015 م ) ذُكر عن الجراد الذي تسبب في الغلاء: ” وكان بأفريقية، والغرب غلاء بسبب الجراد ” ([15]). ويعني هذا أن الجراد تسبب في إفساد المحاصيل الزراعية والغلات لذا تسبب في الغلاء.

   وأيضًا ذكر ابن تغري البردي في الجراد الذي أفسد أشجارًا في الشام في سنة (619هـ/ 1222م ): ” وفيها ظهر جرادّ بالشام أكل الشجر والزرع والثمر ولم يُرَ مثله ” ([16]). وكذلك ذكر ابن الأثير في الجراد الذي أفسد أشجارًا في العراق في سنة (620هـ/ 1223م): ” في هذه السنة كان جرادّ في أكثر البلاد وأهلك كثيراً من الغلات والخضر بالعراق والجزيرة وديار بكر([17]) من الشام” ([18])،ويُستشفُ من الروايتين السابقتين أن الجراد جاء لعامين متتاليين في الشام والعراق، فأما الشام فقد جاءها وقت الثمار، يعني ذلك أن المصاب مصابان الأول في الشجر، والثاني في الثمر، وأما في السنة الثانية فقد جاء منتشرا  في العراق والجزيرة وديار بكر من الشام؛ لهذا جاء الضرر متوزعاً على تلك المناطق.

ثانيا: القوارض

     من أهم العوامل التي أتلفت المحاصيل الزراعية في الدولة العباسية أيضًا عامل القوارض، وخاصة إذا ظهرت بكميات كبيرة تقضي على المحاصيل الزراعية قال ابن الجوزي” وظهر في هذه السنة [ 222هـ / 836 م ] من الفأر ما لم يحط به الإحصاء، وأتى على غلاَّت الناس ثم تفانى بوقوع الموت فيه ” ([19]) يعني هذا أنه قضى على المحاصيل الزراعية، والذي بدوره قضى على الطعام ومشتقاته الأساسية المعتمدة على هذه الغلات.

ثانيًا: المحور الثاني: الظواهر الطبيعية

أولاً: الفيضانات

      أصيبت الدولة العباسية بأضرار جسيمة من الفيضانات التي أتلفت هذه المحاصيل، فقد ذكر ابن الجوزي  في هذه السنة [ 206هـ / 821 م ]:” المَدُّ الذي غرق منه السواد([20]) وكسكر ([21]) … فذهبت غلات كثيرة، وامتلأت الآبار، وفسد    الزرع” ([22])، ويضيف الحنبلي في السنة ذاتها: ” كان المد الذي غرق منه السواد وذهبت الغلات ” ([23]). فقد اختلف الحنبلي مع ابن الجوزي في المدن التي غرقت منه فقد ذكر السواد فقط.

    وأما عن ظاهرة السيول فقد ذكر ابن الجوزي فساد أشجار النخيل التي جاء جرَّاءها في رجب سنة( 233هـ/ 847 م ) فقال: ” وفقد في بستان أكثر من مائتي نخلة بأصولها فلم يبين لها أثر ” ([24]). ومن المسلم به أن التمور تعدّ من أهم التجارات بها التي اعتمد عليها العرب في العصر العباسي في السلم والحرب.

وقد ذكر ابن الأثير في سنة:( 291هـ/ 923 م ):”وفيها جاءت أخبار أن حَوى([25]) وما يليها جاءها سيل، فغرق نحو من ثلاثين فرسخاً([26])  وغرق في ذلك خلقٌ كثير، وغرقت المواشي والغلات، وخربت القرى وأخرج من الغرقي ألف ومائتا نفسٍ سوى من لم يلحق منهم ” ([27]). والرواية واضحة ولا تحتاج إلى شرح أو تعليق.

     وفي سنة (614هـ/ 1217 م ) ذكر ابن الأثير أنه: ” وفيها زادت دجلة زيادة عظيمة لم يشاهد في قديم الزمان مثلها، وأشرفت بغداد على الغرق … وغرق مشهد أبي حنيفة وبعض الرصافة ([28])، وجامع المهدي، وقرية الملكية، والكشك، وانقطعت الصلاة بجامع السلطان، وأما الجانب الغربي، فهدم أكثر القرية، ونهر عيسى ([29])،والشطيات ([30])، وخربت البساتين” ([31]). والواضح مما سبق أن هذا الغرق خرّب البساتين، وهو أضَرَّ بالمحاصيل الزراعية من خضروات وفواكه وغيرها من المحاصيل.

ثانيا: الرياح والزلازل

   وكذلك هناك عامل آخر أدّى إلى إتلاف المحاصيل الزراعية وهو ظواهر طبيعية كالرياح وغيرها كما ذكر الهيتمي أن في زمن المتوكل سنة ( 232هـ/ 846 م ): ”  أن ريحًا فيها السّموم دامت بالعراق خمسون ليلة ووصلت بهمدان ([32]) والموصل([33]) فاحترقت الزروع، والثمار، والمواشي، ومنعت الناس من المعاش، بل من المشي في الطرقات وأهلكت خلقاً كثيراً ” ([34]). والواضح من هذه الريح من الجانب التدميري لها أنها استمرت خمسون يومًا، لذا وصلت إلى عدة مناطق زراعية وتضرر منها ثلاثة عناصر أساسية في عملية الزراعة وهي المزروعات، ونتاجها، وكذلك المواشي، التي يعتمد عليها في الطعام الأساسي للإنسان كاللحوم والألبان ومشتقاته، وبهذا أضرت بالجانب الاقتصادي للدولة العباسية.

 وتعود ظاهرة الريح لتفسد المحاصيل الزراعية كما ذكر ابن الجوزي: “وفيــــــــــــها      [سنة 234هـ / 848 م ] هبت ريح شديدة وسموم لم يعهد بمثلها، فاتصل ذلك نيفا وخمسين يوما، وشمل ذلك البصرة، والكوفة، وبغداد، وواسط([35])، وعبادان([36])، والأهواز([37])، وقتلت المارة والقوافل، ثم مضت إلى همذان، وركدت عليها عشرين يوما، فأحرقت الزرع ” ([38]).وذكر ابن الجوزي ” وهبت ليلة الأربعاء ثالث عشر ربيع الأول”، وكذلك يذكر اليعقوبي في سنة ( 241هـ/ 855 م ): ” نال أهل فارس([39]) في هذا الشهر [ جمادي الآخر ]  شعاع ساطع من ناحية القلروم ([40]) ورهج ([41])أخذ بأكظام الناس، فمات الناس والبهائم ، واحترقت الأشجار ” ([42]). والواضح أّنَّ هذه الظاهرة تعدّ غريبة في تاريخ الدولة العباسية؛ لأنها لا تتكرر دائمًا حسب تتبع الباحث لهذه الظواهر، المهم أنها أفسدت الزرع، وأهلكت الحيوانات، ويعود ابن تغري البردي ويذكر رواية عن الريح الملونة التي أصابت البصرة في ولاية هارون بن خمرويه حيث قال: ” وفيها [ سنة 285هـ / 898 م ] في شهر ربيع الأول…. وقطعت الريح نحو ستمائة نخلة ” ([43])، ويعدّ فقدان ستمائة نخلة إضرار بالزراعة في العصر العباسي، وبالتالي يضر ذلك بصناعة الطعام، وكذلك يذكر الطبري أيضاً في أحداث سنة (285هـ/ 898 م ) أن البرد والريح اللذان أصابا البصرة وهلكت فيها العديد من أشجار النخيل ” وفي هذه السنة ورد الخبر – فيما ذُكر – من البصرة أن ريحاً ارتفعت بها بعد صلاة الجمعة لخمس بقين من شهر ربيع الأول صفراء، ثم استحالت خضراء ثم سوداء، ثم تتابعت الأمطار بما لم يروْا مثلَها، ثم وقع بردٌ كبار كان وزن البَرَدة الواحدة مائة وخمسين درهماً – فيما قيل – وأن الريح أقتلعت من نهر الحسينخمسمائة نخلة وأكثر، ومن نهر معقل([44])، مائة نخلة عددًا ” ([45]).

  ويحدثنا ابن تغري بردي عن سنة 289هـ/ 901 م: “وفيها هبت ريح عظيمة بالبصرة قلعت عامة نخلها ولم يُسمع بمثل ذلك” ([46]). والواضح من ذلك أن هذه الظاهرة الطبيعية كانت قوية حتى اقتلعت النخل، ولكن المؤرخ ترك الباحث في مفترق الطرق ولم يوضح هذه القضية بقليل من التفسير، بل تحدث عنها بصفة عامة، ولكن يفهم منها أنها أضرت بالنخل الذي يعتمد عليه في التمر والبلح ([47]) والدبس وغيرها من منتوجات النخيل. 

     كذلك يذكر مسكويه: ” وفيها : [ 290هـ/ 902 م ] هبت ريح عاصفة بالبصرة، فقلعت كثيراً من نخيلها  ” ([48]). ويضيف الذهبي في الريح نفسها قضية أخرى فيبرزها في قولته: ” وهبت ريح لم يسمع بمثلها، قلعت الأصول العاتية من الزيتون     والنخيل ” ([49])، والواضح أنه أثار قضية لابد من الوقوف عليها وهي قضية اقتلاع أشجار الزيتون، ومن المعروف أن الزيتون عامل أساسي في العديد من الصناعات الغذائية وكذلك الدوائية، وأما العنصر المهم في هذا فهو الزيت، الذي يستعمل في معظم الأطعمة في الدولة العباسية. 

    ويحدد صاحب مرآة الجنان في هذه الحادثة الأضرار التي وقعت من جراء ريح في بغداد سنة(420 هـ / 1029م ): ” وهبت ريح لم يسمع بمثلها قلعت الأصول الغائبة من الزيتون والنخيل” ([50]). ويقول الحنبلي في سنة ( 425 هـ / 1033 م ): ” هبت ريح سوداء بنصيبين، فقلعت من بساتينها كثيراً” ([51]). والواضح أن الرياح تتلف المحاصيل الزراعية والبساتين، ويضيف ابن الأثير في هذه الحادثة تفصيلاً أكثر: ” فيها سقط في البلاد برد عظيم. وكان أكثره بالعراق، وارتفعت بعده ريح شديدة سوداء فقلعت كثيراً من الأشجار بالعراق، فقلعت شجرا كبارا من الزيتون من شرقي النهروان([52])  وألقَتْه على بعدٍ من غربيها، وقلعت نخلة من أصلها، وحملتها إلى دارٍ بينها وبين موضع هذه الشجرة ثلاث دُورٍ “ ([53]).

وكذلك يذكر ابن تغري البردي في الريح التي أفسدت أشجار النخيل في بغداد  في سنة (441هـ/ 1049 م ): ” وفيها هبت ريح سوداء ببغداد أظلمت الدنيا …، واقتلعت من الشجر والنخل شيئاً كثيراً ” ([54]). يبدو أن هذه الريح كانت قوية حتى أضرت بالشجر والنخيل.

     ويقول ابن الأثير في سنة (531هـ/ 1136 م ) عن السحاب الأسود والريح اللذان ظهرا بالشام: ” وفي هذه السنة رابع وعشرين في أيار [ مايو ] ظهر بالشام سحاب أسود … وهبت ريح عاصفة ألقت كثيراً من الشجر، وكان أشد ذلك بحوران ودمشق، وجاء بعده مطر شديد وبرد كبار ” ([55]). وهذا أحد أسباب تلف الأشجار.

    وفي سنة(613هـ/ 1216م) ذكر ابن الأثير الريح التي أقلعت الشجر: ” وفيها في صفر هبت ريح ببغداد ريح سوداء شديدة كثيرة الغبار ([56])، والقتام ([57])، وألقت رملاً كثيرا، وقلعت كثيرًا من الشجر” ([58]). والرواية لا تحتاج إلى تعليق.

    وأيضاً من أهم تالفات المحاصيل الزراعية: ظاهرة الزلزال والتي منها ما أصاب أنطاكية ([59]) وما نتج عنه من دمار: ” وفقد من بستانٍ أكثر من مائتي نخلة من أصولها فلم يبق لها أثر ” ([60]).

ثالثاً: الأمطار والبرد والثلوج

    ذكر ابن الأثير قلة المطر التي أفسدت المحاصيل الزراعية في سنة (621هـ/ 1224 م ): ” فيها قلة الأمطار في البلاد. فلم يُجْبَ منها شيء إلى شباط [ فبراير ] ، ثم إنها كانت تجيء في الأوقات المتفرقة مجيئاً قريبًا لا يحصل منه الري للزرع، فجاءت الغلات قليلة، ثم خرج عليها الجراد، ولم يكن في الأرض من النبات ما يشتغل به عنها، فأكلها إلا القليل، وكان كثيرًا خارجًا عن الحدَّ فغلت الأسعار في العراق، والموصل، وسائر ديار الجزيرة، وديار بكر وغيرها، وقلَّت الأقوات، إلا أن أكثر الغلات كان بالموصل وديار الجزيرة ” ([61]).

وذكر ابن الجوزي: ” وفي هذه السنة [ 515 هـ / 1121 م ] وقعت أمطار عظيمة، ودامت واتصلت بجميع العراق، وأهلكت ما على رؤوس النخل وفي الشجر من الأرطاب والأعناب والفواكه، وما كان في الصحاري من الغلات “ ([62]). والواضح من الرواية أن سبب هلاك ثمار أشجار النخيل وباقي الفواكه هو استمرار الأمطار.

   وذكر الحنبلي قضية أخرى أضرت بالزراعة ومحاصيلها ظاهرة البرد كما حدث في سنة ( 314هـ/ 926 م ) البرد الذي أتلف نخيل بغداد: ” واشتد برد الهواء في كانون الأول، فتلف أكثر نخل بغداد وسوادها “ ([63]). وهدا دليل على قوة فصل الشتاء لهذا العام، ومن الواضح أن أشجار النخيل عادة تكون أشد قوة من بعض الأشجار الأخرى، وليس من السهل إتلافها، ويبدو أن المؤرخ يقصد إتلاف الإنتاج وليس شجر النخل، وهذا في اعتقاد الباحث .

    ويروي لنا ابن الأثير في سنة (417هـ/ 1026 م ) البرد الذي بسببه لم يزرع: ” وفي هذه السنة كان بالعراق بردٌ شديد جمد فيه الماء في دجلة والأنهار الكبيرة، فأما السواقي فإنها جمدت كلها، وتأخر المطر وازدادت دجلة ، فلم يزرع في السواد إلا القليل ” ([64]).

   وفي سنة (557هـ/ 1161م ) ذكر ابن الأثير أن: ” فيها نزل بخراسان([65]) برد كثير عظيم المقدار، أواخر نيسان وكان أكثره بجوين ([66])ونيسابور([67]) وما والاهـــــــــــــــما،

   فأهلك الغلات ” ([68]). وكذلك هناك ظاهرة طبيعية تفسد ثمار الفواكه كما ذكر ابن الأثير في سنة (624هـ/ 1227 م ): ” وفيها عاشر آذار [ مارس ] ، وهو العشرون من ربيع الأول سقط الثلج مرتين، وهذا غريب جدا لم يُسمع بمثله، فأهلك الأزهار التي خرجت، كزهر اللوز، والمشمش، والأجاص، والسفرجل وغيرها، ووصلت الأخبار من العراق جميعه مثل ذلك، فهلكت به أزهار الثمار أيضاً، وهذا أعجب من حال ديار الجزيرة والشام، فإنه أشد حرًا من جميعها ” ([69]). والواضح أن هذه الثلوج جاءت في موسم إزهار الأشجار لهذا أفسدت أزهار ثمار الأشجار، وبهذا أضرت بالفواكه، وبالتالي يضر بأهم أصناف الزراعة في الدولة العباسية.

   وخلاصة القول إن أهم الآفات التي أثرت في الزراعة في العصر العباسي هي الجراد والقوارض، والظواهر الطبيعية، وتلف المحاصيل الزراعية من جراء الريح والأمطار الدائمة والثلوج، والجراد والفئران، وغيرهما من العوامل التي أثرت في الحصول الزراعة ومحاصيلها وغلاتها أضرت بالحياة الاقتصادية في الدولة العباسية، كما أضر بهذا الجانب عوامل من صنع البشر كالحروب وغيرها، وقد خلصت الدراسة إلى عدة نتائج لعل أهمها:

*- أن ظاهرة الجراد والقوارض أضرت بالشجر و الغلات وأتلفت العديد من أصناف الفاكهة .

*- وعند كثرة الجراد الذي يزيد عن الحد، يباع كل خمسين رطلا بدرهمواستعان به الفقراء على الغلاء، حيث إن الجراد كما كان له أضرار جسيمة على الزراعة، له فوائد حيث إنه يستعمل للأكل مع قلة الطعام، وخاصة من الطبقة العامة والفقيرة.

*- تسبب الجراد في إفساد المحاصيل الزراعية و الغلات وهذا الإفساد تسبب في الغلاء والقحط.

*- أن ظاهرةالأمطار والبرد والثلوج أفسدت كثيراً من الأشجار والمزروعات و الغلات الزراعية سواء أكان بالغرق أم بتجمد المياه، إنه لم يستطيع سقي المزروعات، أو بما تبع الأمطار من ظواهر طبيعية من رياح وغيرها والتي بدورها ساهمت في إتلاف المحاصيل الزراعية.

   وأخيراً فهذا جهد المُقِل أقدمه بين يدي المهتمين بالتاريخ الاقتصادي للدولة العباسية، وإن كان يكتنفه النقص فالكمال لله وحده، ونسأل الله العظيم أن يلهمنا الصواب، كما ندعوه أن يجعل ما بذل من جهدٍ خالصاً لوجهه الكريم.


([1])الرِجْلُ: بكسر الراء، الطائفة العظيمة من الجراد. الجريري. أبو الفرج المعافى بن زكريا النهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرواني،

الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي، تح: محمد مرسي الخولي، عالم الكتب، بيروت، ط 1، 1993م، ج 2، ص 50، هامش ( 1 ).                                          

([2])الجراد: بالفتح أي معروف، الواحدة جراد، للذكر والأنثى قال الجوهري: وليس الجراد بذكر للجرادة، وإنما اسم للجنس، كالبقر والبقرة، والتمر والتمرة، والحمام والحمامة، وما أشبه ذلك فحق مُذكَّرِه أن لا يكون مُؤنثة من لفظه، لئلا يلبس الواحد المذكر بالجمع. قال أبو عبيد : قيل هو سِرْوِةّ ثم دَبَى، ثم غَوْغَاءُ ثم خَيفان ثم كُتْفَانُ ثم جَرادٌ، وقيل الجراد الذكر والجرادة الأنثى. ومن كلامهم: رأيت جراداً على جرادةٍ. الزبيد. محمد مرتضى، تاج العروس، ( مادة جرد )، دار الفكر، بيروت، ( د. ت )، ج 4، ص 387؛ ويقول الثعالبي مختصرا كل هذا : الغوغاء صغار الجراد.الثعالبي. أبي منصور عبد الملك بن إسماعيل ، من غاب عنه المطرب، تح: يونس أحمد السامرائي، عالم الكتب،  بيروت، ( د . ط )، ( د . ت )، ص 29؛ ويضيف العمري: هو صنفان، أحدهما يقال له: الفارس، وهو الذي يطير في الهواء عالياً، والصنف الآخر يقال له: الراجل، وهو الذي ينزو، فإذا فرغت أيام الربيع طلبت أرضا طيَّبة رخوة، فتنزل هناك، وتحفر بأذنابها حفرا، وتطرح فيها بيضها وتدفنه وتطير فتفنيها الطيور والحرّ والبرد، فإذا تم الحول وجاءت أيام الربيع تفقّأ ذلك البيض المدفون وظهر مثل الدبيب الصغار على وجه الأرض، قالوا: كلّ جرادة تبيض شيئاً كثيراً فإذ خرج ذلك من البيض أكل ما وجد من الزرع والشجر وغيره حتى يقوي ويقدر على الطيران؛ فينهض ويذهب إلى أرض أخرى فيفعل كذلك أبداً دائما. العمري. بن فضل الله، مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، عالم الكتب، بيروت، ط1، 1999م، ج 20 ، ص 102 – 103؛ للمزيد ينظر: سرحان. محمد عنانى سمير، المختار من حياة الحيوان للدميري، الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة، ( د . ط )، 1999م، ص 24 وما بعدها.  

([3]) الجريري، المصدر السابق، ج 2، ص 50.

([4]) ابن الجوزي. أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، تح: محمد      عبد الوهاب عطا. مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، ( د.ط )، ( د . ت ) ، ج 11،    ص 209.

([5]) ابن الأثير. أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد، الكامل في التاريخ،دار الكتب العلمية ، بيروت، ط3، 1998م، ج 7، ص 16.

([6]) أحد الآباء اليسوعيين، مجاني الأدب في حدائق العرب، مطبعة الآباء اليسوعيين، بيروت، 1883م، ج 1، ص 70-71.

([7]) الرطل: اسم لمعيار يوزن به، وهو مكيال أيضًا ، وإذا أطلق في الفروع الفقهية، فالمراد به رطل بغدادي أو رطل العراقي. جمعة. علي، المكاييل والموازين الشرعية، القدس للنشر والإعلان، القاهرة، ط 2، 2004م، ص 29 .

([8])الدرهم: في اللغة اسم لما ضرب من الفضة على شكل مخصوص وهو وحدة نقدية من مسكوكات الفضة، معلومة الوزن وأصل الدرهم كلمة أعجمية عربت عن اليونانية، وهي كلمة ( دَرَاخْما )، يقبلها ( درهم ) وقد ورد ذكره في القرآن الكريم، فقال تعالى: }  وَشَرَوْهُ بِثَمَنِ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُدَةٍ  { يوسف : 20 .

     مقدار الدرهم. الدرهم عند الحنفية: ( 3.120) جراماً تقريباً، الدرهم عند الجمهور: ( 2.975 ) جراماً تقريباً. جمعة. علي، المكاييل والموازين الشرعية، ص 19.

([9])الحنبلي. شهاب الدين أبي الفلاح عبد الحي بن أحمد، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، تح: مصطفى عبد القادر عطا، دار القلم، بيروت، (د.ط)، (د.ت)،  ج 3، ص 30.

([10])واستمر أهل بعض البلدان العربية بأكله كشيء من الموروث عن الآباء فحسب، وأن هناك بعض البلدان العربية كانوا يأكلونه في سنوات القحط والجوع كمصر وليبيا وبلدان المغرب العربي.

([11]) من الملاحظ أن بعض المصادر التي تُؤرخ بالأشهر الهجرية، أيضًا تُؤرخ بالأشهر السريانية المستعملة في بلاد الشام والعراق ربما أن المؤرخ عاش هناك .

([12]) ابن الأثير، الكامل في التاريخ ، ج 7، ص 247.

([13]) ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج 3، ص 363.

([14]) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 7، ص 264.

([15]) ابن الأثير، المصدر نفسه، ج 8، ص 90.

([16]) ابن تغري بردي، النجوم الزاهرةفي ملوك مصر والقاهرة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1992م، ج 5 ، ص 224.

([17])ديار بكر: مدينة من مدن شرق تركيا، تقع شمال شرق مدينة الرها الإستراتيجية، وتقع المدينة على نهر دجلة   ( في الشمال ) وكانت تسمى في الماضي أميدا Amida وتقع على بعد حوالي 400 كم تقريبا شمال شرق حلب، وعلى الطريق بين بغداد وأسطنبول، وفيها أسواق عامرة، وهي عاصمة ولاية تركية بنفس الاسم. ودخلت الإسلام على عهد الدولة الأموية وكانت في الأصل من مدن الإمبراطورية البيزنطية، وقد هاجمها البيزنطيون عام 440هـ / 1049 م، وقد حصّن المسلمون أركان المدينة تحصينًا شديدًا لحمايتها من خطر الصليبيين في العصور الوسطى، وشهدت إبان عهد الدولة الأيوبية ازدهارًا واسعًا، وفيها آثار إسلامية عديدة، وبوابات، وقلعة، ومسجد ضخم. العفيفي. عبد الحكيم، موسوعة 1000 مدينة إسلامية، مكتبة الدار العربية للكتاب، القاهرة ، ط 1، 2000م، ص 243 – 244.    

([18]) ابن الأثير، المصدر السابق، ج 10، ص 437.

([19]) ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، ج 11، ص 73.

([20])السواد: موضعان أحدهما نواحي قرب البلقان سميت بذلك لسواد حجارتها فيما أحسب والثاني يراد به رستاق العراق وضياعها التي فتحها المسلمون على عهد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه سمي بذلك لسواده بالزروع والنخيل والأشجار. الحموي. أبي عبد الله ياقوت، معجم البلدان،دار الكتب العلمية، بيروت، (د.ط)،(د.ت)، ج 3 ، ص 309 .

([21]) كسكر: بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده كاف مفتوحة ، وراء مهملة. وهو بلد بالعراق معروف. قال محمد بن سهل الأحول: معنى كسكر أرض الشعير. قال الجرجاني: إنما هو كشتكر، فعرب ومعناه: عامل الزرع. ومن طساسيجها زندورد، بعث إليها سعد بن أبي وقاص النعمان بن مقرن فصالحهم. البكري. أبي عبيد الله بن عبد العزيز، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، تح: جمال طلبة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1 ، 1998م، ج 4، ص 19.

([22]) ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، ج 10، ص 149.

([23]) الحنبلي، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ج 2، ص 90.

([24]) ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، ج 11، ص 191.

([25]) ذكرت في الطبري جُبَّى وهو صواب. الطبري. أبي جعفر محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 2001م، ج 5، ص 654. وقد جاء في معجم البلدان: جُبَّى: بالضم ثم التشديد، والقصر: بلد أو كورة من عمل خوزستان، ومن الناس من جعل عَبّادان من هذه الكورة، وهي في طرف من البصرة والأهواز، حتى جعل من لا خبرة له جُبَّى من أعمال البصرة، وليس الأمر كذلك ؛ ومن جُبَّى هذه أبو علي محمد بن عبد الوهاب الجُبَّائى … جُبَّى في الأصل أعجمي، وكان القياس أن ينسب إليها  جُبَّوى. الحموي، معجم البلدان، ج 2، ص 113.                                          

([26]) الفرسخ: المسافة المعلومة من الأرض، وهو فارسي معرب .علي جمعة، المكاييل والموازين الشرعية،ص 31.                                       

([27]) ابن الأثير، الكامل في التاريخ ، ج 6، ص 422.

([28]) الرصافة: بالجانب الشرقي، لما بنى المنصور مدينته بالجانب الغربي واستتمّ بناءها أمر ابنه المهدي أن يعسكر في الجانب الشرقي وأن يبني له فيه دورا وجعلها معسكرا له فالتحق بها الناس وعمّروها فصارت مقدار مدينة المنصور. الحموي، المصدر السابق، ج 3، ص 53.

([29]) نهر عيسى: ابن علي بن عبد الله بن العباس: وهي كورة وقرى كثيرة وعمل واسع في غربي بغداد يعرف بهذا الاسم ومأخذه من الفرات عند قنطرة دِممّا ثم يمر فيسقي طسوج، فيروز سابور حتى ينتهي إلى المحول ثم تتفرع منه أنهار تتخرق مدينة السلام ثم يمر بالياسرية ثم قنطرة الرومية وقنطرة الزياتين وقنطرة الأشنان وقنطرة   الشوك وقنطرة الرمان وقنطرة المغيض عند الأرحاء ثم قنطرة البستان ثم قنطرة المعبدي ثم قنطرة بني زريق ثم يصب في الدجلة عند قصر عيسى بن علي. الحموي، معجم البلدان، ج 5، ص 371.

([30]) لم يجد الباحث أي ترجمة لهذه الكلمة (الشطيات ) في المصادر والمراجع التي اطلع عليها.

([31]) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 10، ص 381.

([32])همذان: بلد واسع جليل القدر، كثير الأقاليم والكور، وافتتح سنة ثلاث وعشرين، وخراجه ستَّة آلاف درهم. وهو الذي يسمَّى مادة البصرة. كان خراجه يحمل في أعطيات أهل البصرة وشرب أهلها من عيون وأودية تجري شتاءً وصيفاً، وبعضها يجري إلى السُّوس من كور الأهواز، ثم يمرّ إلى دُجيل نهر الأهواز إلى مدينة الأهواز. اليعقوبي.أحمد بن يعقوب، كتاب البلدان، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، 1988م، ص 41.

([33])الموصل: بفتح أوله ، وإسكان ثانيه، بعده صاد مهملة مكسورة، سُمّيت بذلك لأنها وصلت بين الفرات ودجلة. وكانت الموصل ثماني عشرة كور يُجبى خراجها مع خراج المغرب، فخزل منها المهدي كورة دراباذ وكورة الصامغان، وخَزَل منها المعتصم كورة تكريت، وكورة الطَّبْرَهان، لاتّصالها بسُرَّ من رأى. ومن كُورها: الحديثة، ونينوي والمعلة، والبَرِيَّة، وبَاجَرْمَي، وسَيْحان، والمرج. البكري، معجم ما استعجم، ج 4، ص 129.

([34])الهيتمي. أبو العباس شهاب الدين أحمد بن حجر، أَسْنَى المطالب في صلة الأقارب، تح: خلاف محمود    عبد السميع، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 2003، ص 419.

([35]) واسط: فأما تسميتها فلأنها متوسطة بين البصرة والكوفة،…شرع الحجاج في عمارة واسط في سنة 84[ هـــ ] وفرغ منها في سنة 86[هـــــ ] فكان عمارتها في عامين. الحموي، معجم البلدان، ج 5، ص 401.400.

([36])عبادان: في الأهواز. وهي في الإقليم الرابع، وبُعدها عن خط المغرب، خمس وسبعون درجة، وذلك من الأميال أربعة آلاف وتسعمائة وخمسون ميلاً، وبُعدها عن خط الاستواء، إحدى وثلاثون  درجة، وذلك من الأميال، ألفان ومائتان وستة وثلاثون ميلاً، وهي على ساحل بحر العراق، متصلة بالبحر العظيم الأخضر وهي عامرة بأهله، وبها المرابطون والزهاد، وبها تعمل الحصر العبّادانية، وبقربها يقع الفرات في البحر الأعظم. ابن الحسين، آكام المرجان في ذكر المدائن المشهورة في كل مكان، عالم الكتب، بيروت، ط1، 1998م، ص 43.

([37])الأهواز: من بلاد خورستان، ومنها الحسن بن هاني الشهير بأبي نواس وابن السكيت، وأبو العيناء، صاحب النوادر والشعر والأدب المتوفى سنة: ( 273هـ / 886م ). بك .أمين واصف، الفهرست معجم الخريطة التاريخية للممالك الإسلامية، تح: أحمد زكي باشا، مطبعة المعارف، القاهرة، ( د.ط )، 1916م، ص 18.

([38]) ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، ج 11، ص 209.

([39]) فارس: سميت بفارس بن طهمورث وإليه ينسب الفُرس لأنهم من ولده … ، وقديما قبل ا”لإسلام ما بين نهر بلخ إلى منقطع أذربيجان وأرمينية الفارسية إلى الفرات إلى برية العرب إلى عمان ومكران وإلى كابل وطخارستان . الحموي، المصدر السابق، ج 4، ص 267.256.

([40])القلروم: ذكر في الحموي القلزم: وهي بلدة على ساحل بحر اليمن قرب أيلة وطور ومدين الحموي، المصدر نفسه، ج 4، ص 439.

([41]) رهج: لم يجد الباحث أي ترجمة لها في المصادر التي اطلع عليها.

([42]) اليعقوبي ، تاريخ اليعقوبي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1999م، ج 2، ص 345 .

([43]) ابن تغري بردي ، النجوم الزاهرة ، ج 3 ، ص 131 .

([44])نهر معقل: منسوب إلى معقل بن يسار بن عبد الله بن معبر حراق بن لأي بن كعب بن عبد الله بن ثور بن هذمة بن لاطم… صحب النبي r: وهو نهر معروف بالبصرة فَمُنه عند فم الإجانة المقدم ذكره الواقدي أن عمر أمر أبا موسى الأشعري أن يحفر نهرًا بالبصرة وأن يُجْريه على يد معقل بن يسار المزني فنسب إليه.  الحموي، معجم البلدان، ج 5، ص 373.

([45]) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 5، ص 627 – 628.

([46]) ابن تغري بردي، المصدر السابق، ج 3، ص 141.

([47])البلح: خلال حمل النخل ما دام أخضر. دوزي. رينهارت، تكملة المعاجم العربية، نقله إلى العربية وعلق عليه: محمد سليم النعيمي، وزارة الثقافة والفنون، بغداد، ( د.ط)، 1978م، ج 1، ص 418.

([48]) مسكويه. أبي علي أحمد بن محمد بن يعقوب، تجارب الأمم وتعاقب الهمم، تح: سيد كسروى حسن، دار الكتب العلمية، بيروت،ط1، 2003م، ج 4، ص 405.

([49]) الذهبي. شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، العبر في خبر من عبر، دار الفكر، بيروت، ط1، 1998م ج 1، ص 433 .

([50]) ابن أسعد اليافعي المكي. أبو محمد عبد الله بن علي بن سليمان  ، مرآة الجنان وعبرة اليقضان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان،دار الكتاب الإسلامي، القاهرة، ط2، 1993م،ج 3، ص 34 .

([51]) الحنبلي، شذرات الذهب، ج 3، ص 384.

([52])النهروان: بالعراق معلوم ؛ بفتح أوله وإسكان ثانيه، وفتح الراء المهملة وبكسرها أيضا: نهروان، وبضمها أيضا: نهروان … [ قال محمد بن سهل الأحول: هي ثلاثة طساسيج من سواد العراق: النهروان الأعلى والنهروان الأوسط  والنهروان الأسفل ]. البكري، معجم ما استعجم، ج 4، ص 174.

([53]) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 8، ص 183-184.

([54]) ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج 5، ص 50.

([55]) ابن الأثير، المصدر السابق، ج 9، ص 300.

([56])الغبار: قد أعطي الثعالبي للغبار وأوصافه: النّقْعُ والعَكُوبُ: الغُبَار الذي يَثُورُ من حَوَافِرِ الخَيْلِ وأخْفَافِ الإبل. العَجَاجَةُ: الغُبَارُ الذي تُثِيرُهُ الرَّيح. الرَّهَجُ: والقَسْطَلُ غُبَارُ الحَرْبِ. الخَيْضَعَةُ: الغُبَارُ المَعْرَكَةِ. العِثْيَرُ: غبَارُ الأَقْدَامِ. المَنِينُ: ما تَقَطَّعَ مِنْهُ. الثعالبي. أبي منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل ، كتاب فقه اللغة، مكتبة القرآن، القاهرة، (د.ط)، 1976م،ص 166.

([57])القتام: القتم ، القتام: وهما ما يرى يملأ الفضاء عند اشتداد الحر، وفي سني القحط من غبار دقيق رقيق ونحوه، يكسب الجو لونا يميل للحمرة شيئا، ولا يكونان إلا عند سكون الرياح ، وربما أطلقا على ما تثير الخيل عند الجري. جبر. يحيى عبد الرؤوف، معجم ألفاظ الجغرافية الطبيعية، دار عمار.دار الفيحاء، عمان، ط1، 1987م، ص 137. 

([58]) ابن الأثير، الكامل في التاريخ ، ج 10 ، ص 370 .

([59])أنطاكية: مدينة من الثغور الشامية معروفة قال اللغويون: كل شيء عند العرب من قبل الشام فهو أنطاكي.   البكري، معجم ما استعجم، ج 1، ص 185؛ ويضيف الجواليقي: ” اسم مدينة معروفةٍ مشددة الياء. وهي أعجمية معربة وقد تكلمت به العرب قديمًا. الجواليقي. موهوب بن أحمد بن محمد، المعَرّب من كلام الأعجمي على حروف المعجم، تح: أحمد محمد شاكر، مطبعة دار الكتب المصرية، القاهرة ، 1391ه، ص 25.

([60]) الحنبلي، شذرات الذهب، ج 2 ، ص 193.

([61]) ابن الأثير، المصدر السابق، ج 10، ص 442.

([62]) ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، ج 17، ص 196.

([63]) الحنبلي، شذرات الذهب، ج 2،  ص 463.

([64]) ابن الأثير، الكامل في التاريخ ، ج 8 ، ص 158.

([65])خراسان: بلاد واسعة، أول حدودها مما يلي العراق أَزَاذْوار قصبة جوين وبيهق وآخر حدودها مما يلي الهند طخارستان وغزته وسجستان وكرمان، وليس ذلك منها إنما هو أطراف حدودها، وتشمل على أمهات من البلاد منها نيسابور وهراة ومرو، وهي كانت قصبتها ، وبلخ وطالقان ونسا وأبيورد وسرخس وما يتخلل ذلك من المدن التي دون نهر جيحون، ومن الناس من يُدخل أعمال خوارزم فيها ويَعدُّ ما وراء النهر منها وليس الأمر كذلك، وقد فتحت أكثر هذه البلاد عنوة وصلحًا، ونذكر ما يُعرف من ذلك في موضعها، وذلك في سنة 31 في أيام عثمان رصي الله عنه، بإمارة عبد الله بن عامر بن كُرَيز. الحموي ، معجم البلدان، ج 2، ص 401.

([66])جوين: اسم كورة جليلة نزهة على طريق القوافل من بسطام إلى نيسابور، تسميها أهل خراسان كويان فعربت فقيل جوين. الحموي، المصدر نفسه، ج 2، ص 223.

([67]) نيسابور: بلد واسع كثير الأكوار افتتحها عبد الله بن عامر بن كُريز، في خلافة عثمان بن عفانt في سنة ثلاثين وأهلها أخلاط من العرب والعجم ومشربها من الأودية والعيون، وخراجها خمسة آلاف ألف درهم وهي من أعمال خراسان، وبها تعمل الثياب الرفيعة من الحرير والقطن. ابن الحسين، آكام المرجان في ذكر المدائن المشهورة في كل مكان، ص 72.

([68]) ابن الأثير، المصدر السابق، ج 9 ، ص 459.

([69]) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 10، ص 475.