كلمة العدد – الدكتورة هيفاء سليمان الإمام

   تؤكد حقائق التاريخ الإنساني الحديث حقيقة ضرورة البدء بتصميم وتمكين الهوية الوطنية الواحدة والجامعة للمجتمع الواحد كبنية تأسيسه لباقي مراحل وعمليات بناء الدولة الحديثة، من أجل ذلك كانت افتتاحية العدد الثاني من مجلة وميض الفكر للبحوث بقلم الأستاذ الدكتور أحمد فارس الذي شرح فيها كيف أن الإصلاح المنشود، والتغيير المقصود نحو الأفضل يقع على عاتق النخبة من المثقفين، لأن هذه الفئة هم الذين يؤثرون المصلحة العامة، ‏ويتوجهون إلى تطلعات المجتمع، وأحلام الناس، ويقومون بالدور الإنساني. وقد اشتمل عددنا هذا على بضعة أبواب ثابتة، فكان لدينا:

باب مخصص لشخصية العدد والتي اخترناها ان تكون حضرة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة القدس للروم الأرثوذكس، حيث قدم لنا الكاتب والمحلل السياسي  والإعلامي حمزة البشتاوي، مقالاً شاملاً عن مواقفه المشرفة وعن قامته المنتصبة “بمواجهة غزاة لا يقرأون” ، وفي 15/11/2018 وتحت عنوان لن نستسلم” قامت الصحافية منى سكرية بمحاورته في حوار خاص لمجلة “وميض الفكر للبحوث العدد الثاني.

  ولأن الدولة المدنية الحديثة التي تعد خلاصة الفكر البشري الاجتماعي والإداري والسياسي الحديث، والتي يحلم بها الجميع كموطن قومي خاص ضمن مكون إقليمي وعالمي عام في تجانس وتناغم عام يحقق الصالح الإنساني المشترك، كان باب قضية العدد الثاني من مجلة وميض الفكر للبحوث تحت عنوان نهضة الأمة وعصرنة الرؤية في إحياء وتجديد الفكر القومي العربي وقد كتب فيها مشكوراً الأستاذ الدكتور حسان حلاق مقالاً تحت عنوان: إِحياء وعصرنة الفكر القومي العربي فشرح لنا أن الطائفية والمذهبية هي أمراض خبيثة أثرت سلباً في النهضة العربية وفي الفكر القومي العربي، كذلك، فإن الإرهاب والتطرف الديني والمذهبي والسياسي، يعتبر بدوره آفة من آفات العالم العربي، وتلك الأمراض والآفات قامت بدور بارز في تراجع الفكر القومي العربي، وفي إِنهيار مقومات الأمة العربية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

  ولأن العرب أمة قاتلت وقاومت ودنا عصر نهوضها… قدم لنا الدكتور مخائيل عوض مشكوراً بحثاً مفصلاً يحمل رؤية علمية حديثة لنهوض الأمة. وهو تحت عنوان: نحو تجديد الفكر القومي وعصرنة الرؤية في الدولة والأمة والعولمة، فيقول أن الشواهد التاريخية والوقائع الجارية، تشهد أن العرب أمة كاملة المواصفات، وبحسب كل رأي من التصنيفات العتيقة، والمستجدة في ضبط وتحديد العناصر التي قيل أنها أسباب في تشكل القوميات والأمم، وما ينقصها فقط هو أن تقيم دولتها الوطنية، “دولة الأمة”،  وأن فرصتهم الذهبية باتت حافزة، وتتوفر لهم كل الشروط والمعطيات والأسباب كي ينهضوا بمشروعهم القومي، لذا عليهم أن ينكبوا على عصرنته، وتطويره ليتقاطع مع قيم ومنظومات ووسائط العصر…

في باب محور العدد من مجلة وميض الفكر تم اختيار الأديب والروائي السوري الكبير حنا مينا وقد تناول البحث عنه الدكتورة علا آغا التي تحدثت عن الكفاح والفرح في كتابات حنا مينا ملخصة ذلك في عدد من رواياته، المصابيح الزرق: الشراع والعاصفة، الياطر، الأبنوسة البيضاء ، نهاية رجل شجاع، الثلج يأتي من النافذة، كما وقدم لنا  الدكتور عادل عبد الساتر بحثاً نقدياً لإحدى رواياته وهي تحت عنوان الخطاب السياسي في رواية الذئب الأسود مقاربة تداولية ( أفعال الكلام ). وتناولت الدكتورة هويدا محمود شريف الفضاء الزمني في رواية ” حكاية بخار” مدخل نظري إلى دراسة الزمن.

وفي باب كتاب العدد الذي هو كتاب المدرسة الأيكوية في الكتابة للمؤلف الأستاذ الدكتور علي مهدي زيتون الذي يصدر عن دار المعارف الحكمية  وقد تناول البحث عن هذا الكتب ونقده باحثين هما أولاً الدكتورة راغدة المصري التي قامت بإجراء حوار مع المؤلف شرح فيه كل ما يدور من مواضيع حول الكتاب وذلك خاص لمجلة وميض الفكر للبحوث بتاريخ 10/12/  2018. كما قدم الأستاذ الدكتور فؤاد خليل مراجعة في كتاب المدرسة الأيكوية في الكتابة التنظير ممكن في كل ميدان وقدم شرحاً مفصلاً عن الكتاب واصفاً رأيه في هذا الموضوع.

وفي باب اللغة العربية نلاحظ أنه من المعلوم انه لا وجود لذخيرة وافية من الإبداع والعمل الفكري لدى اي امة  في غياب اللغة، فاللغة وعاء الفكرة وأداة الإرسال والاستقبال والأخذ والعطاء، وهذا ما يجعل الإنتاج أو الإبداع الفكري والفني المدون مرهوناً بوجودها وقائماً على نموها واتساعها، وعلى ما يكتسب من مهارات عالية فيها، وما يستحصل من رصيد ثري من مفرداتها وصيغها. لذا قدم لنا مشكوراً الأستاذ الدكتور أحمد محمد فارس، بحثا تحت عنوان اللغة العربية الفصحى في مواجهة العاميّة والحروف اللاتينية” مؤكداً بأنّ اللغة هي الأساس للعلوم كلها، ومادتها بدءاً بالحروف، فالكلمات، فالجمل، فالفقر، فالمقاطع، فالنص، وهي الوسيلة المعبّرة عن خلجات القلوب ونهضات الشعوب،  وقدمت الدكتورة هبة الحشيمي قراءة حجاجية في روايةجونتناموللكاتب يوسف زيدان. كما قدمت لنا الدكتورة عبير بدر عبد الستار البدر جملة الحال التي فعلها ماض وخلاف النحاة في تقدير (قد) دراسة نحوية دلالية وكذلك قدم الدكتور صادق جعفر عبد الحسين من جامعة ذي قار- بغداد بحث تحت عنوان التداخل النصي في شعر ابن حمديس الصقلي (ت527ه)

وفي باب الفلسفة كتب الدكتور علي مشيك عن البنوك اللاربوية- دورها- وإشكالياتها فعالج في هذا البحث موضوع البنوك اللاربوية مسلطين الضوء على اهميتها ودورها وطبيعة عملها بالاضافة الى الاشكاليات القائمة.

أما في باب التاريخ: فقد تضمن بحث “السياسة في لبنان بين الطوائف والأحزاب السياسية” للدكتورة راما عزيز دراز جملة من المفاهيم والتطورات السياسية والطائفية والحزبية، ودراسة للطوائف المؤثرة في الكيان اللبناني سواء الطوائف الإسلامية أو المسيحية. وقدمت الدكتورة إيمان مرداس بحث تحت عنوان إشكالية النظام السياسي اللبناني من الدستور إلى الوفاق الوطني، الذي يتناول دراسة المرتكزات الأساسية لهذا النظام، وتتبع الأحداث منذ إعلان الجمهورية ودستورها الأول عام 1926م حتى الاستقلال والميثاق الوطني عام 1943م، والتسوية في اتفاق الطائف بعد الحرب اللبنانية، والأوضاع الدستورية المختلفة، لأنها أحد الأسباب الرئيسة الكامنة وراء دوام إشكالية ممارسة السلطة في لبنان.  وفي باب التاريخ أيضاً قدم الباحث نبيل حميد نواف الدليمي بحث بعنوان استهداف الكوادر الصحفية والإعلامية في العراق بين أعوام (2003 – 2012) إذ بين فيه بأن هناك تخطيطاً يهدف إلى السيطرة على وسائل الإعلام وحركة الصحفيين وممارسة الضغط عليهم وترهيبهم بشتى الوسائل لمنعهم من مزاولة عملهم بحرية، ومنعهم من الوصول إلى أرض الحدث، ونقل الصورة كما هي بعيداً عن المؤثرات السياسية والدينية والمذهبية.

  وفي باب الجغرافيا: كتب الدكتور ناجي كعدي بحث تحت عنوان: Influence de lapénurie d’eau sur les types des agricultures dans la région du Kaza de Zahlé

حيث قدم مقارنة لأنواع الزراعة بين عامي 2006 و2016 بتبيان علامات ندرة المياه في المنطقة وتمثيلها بيانيًا، بالإضافة الى تحديد تأثيراتها على أنواع الزراعات.  

  وفي باب اللغات الأجنبية قدم الدكتور عماد الزين بحثاً في اللغة الفرنسية تحت عنوان Les parentés des langues أي علاقه اللغات ببعضها  حيث تعمد الدراسة إلى مقاربة السنية بين اللغات الحية والقديمة لتحديد المنشأ التي تعود إليه.  فاللغه الاسبانيه او الايطاليه مثلا تعود بالأصل الى اللغة  اللاتينية.  ان هذه  المقاربات للعلاقات تكون ناتجه اما عن تطابق  بال “صدفه” او هو نتيجه استعارة المفردات بين اللغات.

 رئيسة التحرير : الدكتورة هيفاء الإمام