كتاب العدد

المدرسة الأيكوية في الكتابة

ما لا يمكن تنظيره ينبغي سرده

يصدر عن دار المعارف الحكمية للمؤلف

د.علي مهدي زيتون

a.m.zaitoun@hotmail.com

يحاول  المؤلف  في هذا الكتاب  الكشف عن الفكرية  أو الجينات التي يقوم  عليها  ىنتاج المفكر  والرواني  الإيطالي  أمبرتو إيكو  بجانبيه النظري والإجراني السردي،  لما  يشكله إيكو  المفكر،  الى ما بعد حداثي  من شخصية  ثقافية  تستحق العناية،  وقد نحا المؤلف في سبيل ذلك  طريقاً عكسياً لحركة  إيكو  الفكرية  التي تستند الى مقولة الشهيرة :“ما لا يمكن تنظيره  ينبغي سرده”، وعوض  أن  يبدأ بقراءة  النظري من  نتاجه بدا بقراءة السردي  منه،  وقد أعانه استباقه الجانب  النظري بالجانب  الإجرائي السردي  على استيعاب تنظيره  استيعاباً دقيقاً، ما كان  ليتيسر  لو بدأ بالتنظير،  خصوصاً أن  الرواية  الإيكوية  ومن خلال  سردها ما لا يمكن تنظيره  قد سهلت  عملية تفهم  ما هو  نظري.

 هذا الكتاب  هو سلسلة   من المباحث  التي  كانت  ولادتها  وفق  الترتيب الاتي : “اسم  الوردة  بين  السيمائية  والتفكيكية“، “جزيرة  اليوم  السابق  واستدعاء القارىء  الناقد المفكر“،  “باودولينو ومناخ  الاكاذيب والاوهام  والخرفات”, “مقبرة  براغ وسوء  الظن بالتاريخ” ، وبعد استكمال قراءة  الرويات  الأربع  عكف المؤلف  على قراءة  بعض أهم  كتبه النظرية،  فوقع اختياره  على ثلالثة كتب  تتبعها وفق العناوين  الاتية : “الاثر  المفتوح ونقد النقد” “التأويل  بين  السيمائيات  والتفكيكية  عند ايكو ,”اليات  الكتابة  السردية  وما بعد الحداثة” . واحتراماً لمسيرة  إيكو الفكرية, قسم المؤلف الكتاب الموجود  الى قسمين  كان  عنوان  القسم الاول  “ما لا يمكن  تنظيره”  ادرج فيه قراءاته الكتب النظرية  وفق تسلسلها القراني بالنسبة  إليه، اما عنوان القسم الثاني فكان “ما ينبغي سرده” ، مر فيه على الرويات الأربع التي قرأها.

وقد اتبع المؤلف فيما قام به من نقد روائي في جانب, ومن نقد النقد في جانب آخر منهجاً واحداً هو المنهج الثقافي , الذي يستند الى نظرية الكشف التي تقول : ان اي جانب من جوانب العالم العالم المرجعي : شيأ  كان , ام جدثا , ام سلوكا بشرياً, هو متعدد الأبعاد , إلى حد لا يمكن معه إحصاء تلك الأبعاد , وادبية اي اديب او شعرية اي شاعر , قائمة على ما استطاعت رؤيته النفاد اليه من بين تلك الابعاد، وكشفته للمتلقي بالغة. واذا كانت الرؤية الى العالم هي الفاعل الاساسي والحاكمية المنتجة للادبية . فانهما بما تتشكل منه : ثقافة , قناعات وهموما ,واهتمامات ,هي بصمة فريدة تنتج كشفا فريدا باسلوب فريد هو الادبية عينها .