كلمة العدد – د.هيفاء سليمان الإمام


وميض من فكرك الخالد –

من بين الغيوم المتلبدة وبعد مئة عام، ألمح انبثاق وميض من فكرك يشع متحدياً أقبية الجهل وطغيان الغوغاء . مئة عام ولم ينطفئ ذكرك الطيب ولا انمحىسطوع نجم مبادئك المنيرة في سمائنا رغم كبر حجم الردة والتآمر . مئة عام وما زلتفي قلوب الأحرار والشرفاء وميض كرامة وأيقونة عروبة مؤمنة تتدفق في شرايينهم حياة،تدعوهم للبقاء رغم لهيب النار في أيديهم القابضة على الجمر وعلى الزناد. نعم لقدحضرت بعد مئة عام في صوت عهد التميمي الصارخ بالحق في وجه أعداء الله والإنسان،الرافض للذل والهوان، نعم لقد حضرت فوق رأس الطفل الشهيد محمد الدرة لتقول للعالملا لن تقتلوا إرادة شعب احترف الكرامة والعزة والعنفوان . نعم بعد مئة عام يا جمالعبد الناصر حضرت لاءاتك تدوي وتتحدى كل اشكال التسويات والخيانات والتطبيع، بعدمئة عام أراك تضحك في الجنوب وفي الشمال وعلى الجرود بين أبنائك الأبطال الذينأمنوا بما أمنت ، وحملوا السلاح كما حملت ، واستعادوا وما زالوا يصرون على استعادةما أخذ بالقوة بكل ما استطاعوا من قوة ، وقدموا ولم يترددوا يوماً كل التضحيات.بعد مئة عام خرج من بين الصفوف العربية من يعيد لنا الحرية ويرفع رأسنا عالياًويؤكد بوعده وعهده أن زمن الاستعباد قد ولى، وزمن الهزائم انقرض، وزمن الإنتصاراتآت آت . نعم إنهم الأبطال الرجال الذين أخجلوا القهر والموت ببسالتهم، وفرضوا علىالعدو خياراتهم دون قيد أو شرط، ولم يتطلعوا إلى كسب مودة الرأي العام، ولم ولنيترددوا أمام قرارات المجتمع الدولي وقوانينه المهينة المنحازة، بل فرضوا شروطهمعلى العالم وأخضعوه لإرادتهم المؤمنة. والآن اطمئن في عليائك واهنأ واستقر فمثلكيستحق السعادة ومثلك يستحق الوعد والعهد والوفاء . أبا خالد : ” ” إنالمقاومة وجدت لتبقى ولسوف تبقى ” ، هذا ما قلته لنا في يوم من أيام العزةوالشموخ والإباء العربي ، وهذا ما نحيا لأجله ولا نموت إلا عليه ، كيف لا وأنتالذي خاطبتنا بقولك : إن ثمن الكرامة والحرية فادح ولكن ثمن الذل والاستسلام أفدح” . سنحمي إرثك الكبير بأهداب العيون ونحفظ حبك لفلسطين في شغاف القلوب والعقول، فلا يمكن أن نقبل اليأس أو ندعو إليه بل إننا سنزرع الآمال في النفوس لكي تبقىشجرة العروبة المطعمة بتعاليم الإسلام الحنيف خضراء معطاء وارفة الظلال بهيةالجمال .. ولن ننساك يا جمال لأن في نسيانك خيانة لآلاف الشهداء الذين ضحوا بأغلىما لديهم لتبقى جذوة ثورتنا الإنسانية متقدة ” تضيء دروب الأحرار الرافضينللعدوان ، ولأنك كنت أمامنا الأمل والأمل لا يموت . كل عام وأنت بخير أيها الراحلالباقي والغائب الحاضر .. كل عام ونهجك العربي النهضوي التحرري الوحدوي نبراس يشعفي غياهب الظلمات .. كل عام وصوتك العربي الأصيل يصدح في كل جبل و واد ويرجمبالجمرات ألشياطين وأعوان الشياطين . والمجد والخلود للشهداء في أمتك وللأحرارالشرفاء الذين يسلكون الوعر ويدوسون بأقدامهم أشواك الطريق وما بدلوا تبديلا .