كلمة العدد الرابع: بقلم: رئيسة التحرير الدكتورة هيفاء سليمان الإمام.

كلمة العدد الرابع: بقلم: رئيسة التحرير الدكتورة هيفاء سليمان الإمام.

استاذة جامعية

h_imamomais@hotmail.com

عزيزي القارئ كلما علت ثقافة الإنسان، وكلما عظمت الامتيازات التي كان يتمتع بها، كانت مسؤوليته اكبر وكانت التضحيات التي ينبغي عليه تقديمها في الأزمات كبيرة. فمن مستلزمات الانتماء الحقيقي للوطن خدمته، والعمل على رفعته وازدهاره بشتى الوسائل والسبل المتاحة، وكذلك التضحية من أجله وحمايته، ولخدمة الوطن سبل وطرائق متعدّدة ومتنّوعة، ويترتب عليه آثارٌ تنعكس إيجابياً على الفرد والكلّ الوطنيّ كذلك، كما يترتب على عدم خدمته آثار سلبيَّة أيضاً، من هنا افتتح الأستاذ الدكتور علي مهدي زيتون-المشرف العام على هذه المجلة- هذا العدد مسلطاً الضوء على  البعد المعرفي الذي يتعلق بفهم مقومات الأزمات والتحديات من جهة, وبإيجاد الحلول الناجعة لها من جهة ثانية, وشرح بانها هي ثقافة المرحلة التي سرعان ما يجري تجاوزها, من خلال ولادة أزمات وتحديات جديدة طارئة تتطلب فهماً جديداً وحلولاً جديدة.

ولأن القدس بوصلة مجلتنا وهدف كل مثقف حر، كانت قضية هذا العدد تاريخ المسجد الأقصى المبارك، والذي كتب فيه الأستاذ الدكتور وليد الشوملي -عضو المركز الاستشاري العربي الموحد التابع للهيئة العليا للعلماء والمفكرين العرب- مقالة قيمة بعنوان المسجد الأقصى: تاريخ ورمز ومقاومة ، حيث عرض لنا فيه معلومات عن المسجد الأقصى وقدم لمحة تاريخية عنه وتحدث عن أشكال المقاومة وتجلياتها فيه ، وعن سياسات الاستعمار الإسرائيلي إزاء القدس والمسجد الأقصى وركز على الأحداث الأخيرة عام 2017 التي حصلت في القدس . كما وقدم  الدكتور نادر جمعة مقالاً علمياً عن العهدة العمري والإعلان العالمي لحقوق الإنسان. فالعهدة العمرية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان هما من النصوص التأسيسية التاريخية التي أرست قواعد عامة ذات أبعاد مدنية وسياسية واجتماعية واقتصادية، يقوم عليها مفهوم المواطنة الحديث .

ولأننا نؤمن بالدور الريادي لرجال الدين والفكر والعلماء كان اختيار شخصية العدد سماحة العلامة الدكتور صبحي الصالح رحمه الله حيث كتب عنه مكرماً له الشيخ الدكتور احمد محمد فارس مقالاً بعنوان (من هو سماحة العلامة المبرور الشهيد الدكتور صبحي الصالح). فوصف وقائع حدثت معه خلال مسيرته متحدثاً عن معرفته الشخصية به ذاكراً أخر لقاء صحفي مع المرحوم الصالح واصفاً كيفية استشهاده وعارضاً اهم آرائه ومؤلفاته. كما كتب الأستاذ الدكتوروجيه فانوس -رئيس المركزالثقافي الإسلامي-  مقالاً تحت عنوان العلاَّمة الدكتور الشَّيخ صُبحي الصَّالِح ، متحدثاً عن حياةٌ عامرةٌ بوهج ثقافيٍّ أخَّاذٍ وإشعاعٍ معرفيٍّ ساطع ووضوحِ فهمٍ اجتماعيٍّ بَنَّاء ، وقام بعرض صور بعض مؤلفاته منوهاً بها وبقيمتها العلمية.

وبعد الاستشارة مع اعضاء الهية العلمية للمجلة تقرر جعل (نساء عربيات رائدات) محور كل الأعداد في مجلة وميض الفكر، ووقع الاختيار في هذا العدد على الدكتورة عائشة عبد الرحمن كنموذج نسائي من تاريخنا. وفي هذا المجال كان للأستاذة الدكتورة نشأت نور الدين الخطيب مقالاً بعنوان (عائشة عبد الرحمن – المعروفة ببنت الشاطيء رائدة من رواد الفكر الاسلامي في القرن العشرين). وبقلم: الدكتورة فدوى نور الدين الخطيب تم التحدث عن دور الأدب في تعريف شخصية الأمة واقع المجتمع العربي المعاصر، مستحضرة آراء الدكتورة عائشة عبد الرحمن من خلال مناقشة كتابها (قيم جديدة في الأدب العربي القديم والمعاصر) والتي أكدت على تأثير الأدب والفن في هوية الأجيال في امتنا العربية وحسن انتمائهم ، وكيف ردت على بعض المحسوبين على الثقافة العربية وهم يرنون الى الاستغراب بكل قواهم.

ومن الأبواب الثابتة ايضاً كان باب خاص لكتاب العدد، وقد وقع اختيارنا على كتاب يصدر عن دار الفرابي ويتحضر الأن لطبعته الرابعة وهو(كتاب محمد السيرة السياسية) للمفكر المؤلف نصري الصايغ ، والذي هو  كتاب بالسياسة وعلمها وعبقرية استخدامها من قبل شخصية تاريخية عظيمة كشخصية النبي محمد ﷺ .

 فمحمدﷺ من خلال سيرته السياسية يثبت حسب الكاتب ان الطريق الى الله يبدأ بتدبير انساني عاقل، يجتهد، يجرب ينجح، ويفشل بمقدار نجاحه في استعمال عناصر النجاح او الفشل.

واخذت مقالات وابحاث هذا الباب من خلال ندوة اقامها المجلس الثقافي للبقاع الغربي وراشيا في جب جنين، حيث تمت مناقشة هذا الكتاب من قبل كل من الأساتذة الدكتور زهير الهواري والاستاذ الاعلامي عماد خليل  وقدمت الندوة وادارتها الدكتورة هيفاء الامام، وكانت الندوة بحضور المؤلف الذي رد على جميع التساؤلات التي طرحت مدافعا حيناً، وموافقاً أحيانا ، شارحا مقاصد الكتاب واهدافه العظيمة.

وبعد كل ذلك خصصنا باب للغة العربية وآدابها كتب في هذا الباب الدكتور علي مهدي زيتون عن الرمز والأدب وقدم الدكتور غسان أحمد التويني بحثاً نقديا تحت عنوان المرأة الايرانيّة والرواية الحربيّة ( رواية “دا” أنموذذجا). حيث تبدأ الدراسة باطلالة نظريّة تتناول البناء السّردي، والنظام اللّغويّ السيمائي الذي يتمّ استخدامه من أجل فتح مغاليق الادبيّة الروائية في رواية”دا”.

وفي باب التاريخ كتبت الأستاذة الدكتورة وجدان فريق عناد بحثاً ميداني عن جامعة بغداد كمركز اشعاع فكري وحضاري وتألق علمي دائم مقدمة المعهد العالي للدراسات المحاسبية والمالية أنموذجا لهذا الوصف. كونه الركيزة الاساس  التي من الممكن الاعتماد عليها في إعداد الدراسات والبحوث الهامة لرسم السياسي المالية والاقتصادية للبلد .

وفي باب التاريخ ايضاً كتب الدكتور أنور فاضل علي صبيٌ  بحثاً تاريخياً عن يهود الدونمة في الدولة العثمانية بين  الدين و السلطة(1648-1914) وقد ركز هذا البحث على ” الأسباب العميقة لتحول الدونمة من اليهودية للإسلام تحت  حكم الدولة العثمانية، وزيادة ارتباطها بالصهيونية في العهود الأخيرة.

وفي باب التربية كتب الاستاذ يوسف سلوم بحثا عن مشكلات التعليم الديني ومناهج العلوم الشرعية

في مؤسسات التربية الإسلامية.

وقدمت  الدكتورة  سهام عبد الهادي محمد الدخيلي بحثا في باب التربية تحت عنوان اثر برنامج تدريبي في تنمية الميول العلمية لدى اطفال الرياض حيث هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على تأثير برنامج مقترح  للانشطة في تنمية الميول العلمية لدى اطفال الرياض في محافظة ذي قار .

 وفي باب الإعلام : كتب الدكتور خالد العزي بحثا عن دور المنصات الاعلامية وتعاملها مع المعلومة في المجتمعات الافتراضية.

وفي باب الجغرافيا السياسية: قدمت الدكتورة ضحى لعيبي كاظم السدجان بحثا تحت عنوان:التهديد الامريكي والتحدي الجيو سياسي الايراني. وفي باب العلوم الاجتماعية والدينية قدم لنا الشيخ الدكتور أحمد محمد فارس بحثا قيماً بعنوان العلاقة الزوجية أهم العلاقات الإنسانية وأخطرها

فالأسرة: هي الخلية الاجتماعية الأولى، وهي ثمرة العلاقة الزوجية المستقيمة والتي تبنى المجتمع بما تزرعه من بذور الحب والمودّة بين الزوجين والأولاد، وبما تسعى إليه من وسائل التعاون والتضام بين أفرادها.

وايضاً في هذا الباب كتب كل من : الأستاذ الدكتور رحيم حلو محمد البهادلي والأستاذة الدكتورة  انتصار لطيف حسن السبتي، من جامعة البصرة – كلية التربية للعلوم الانسانية، بحثاً عن التكافل الاجتماعي في فكر الامام علي ابن ابي طالب(رضي الله عنه)(35هـ – 40هـ/ 655م – 660م) حيث يتناول هذا البحث دراسة سبل التكافل والتعاون الاجتماعي التي كان يقدمها امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام إلى الفقراء والمحتاجين من ابناء المجتمع العربي والإسلامي ومن الذين ضاقت بهم سبل العيش مع التركيز على طرق ذلك التكافل وسبله من حيث تنوعه ما بين مساعدات معنوية ومساعدات نقدية وأخرى مساعدات عينية وتبيان اثر تلك السياسة على تلك الطبقات الفقيرة والمحتاجة.